مقدمة عن الكتاب والمؤلف
مقدمة عن الكتاب والمؤلف
استمع الدرس هنا
كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد
لشيخ الإسلام (أبو عبدِ الله شَمْسُ الدِّينِ) مُحَمَّدُ بنُ أبِي بَكرِ بنِ أيُّوبَ بنِ سَعْدِ بنِ حَرِيْزٍ الزُّرَعِيُّ الدِّمَشقِيُّ الحَنبَلِيُّ رحمه الله
شرح الامام حسن بخاري
تلخيص وجمع وتدوين الفقير الى الله طارق عتمه
معنى اسمه : كان ابوه قيما لمدرسة الجوزية، فقيل له قيِّمُ الجوزية، ومعنى قيم اي ناظر المدرسة، فهو مسؤول عنها، ومدرسة الجوزية هي التي بناها ابن ابن الجوزي رحمه الله فسميت المدرسة الجوزية، فقيل لابوه بقيم الجوزية وقيل عن ابنه ابن قيم الجوزية اي ابن ناظر مدرسة الجوزية، واختصروها فيما بعد بابن القيم اختصارا وحذف المضاف اليه، فقيل له ابن القيم. وكان لابن بنته - اي ابن القيم - ايضا شهرة بابن القيم.
مدرسة الجوزية : هي من اعظم مدارس الحنابلة في الشام، نسبة لبانيها وواقفها ابن الجوزي وهو محيي الدين يوسف ابن الامام الواعظ (فرج عبد الرحمن ابن علي الحنبلي). فقيل للمدرسة الجوزية نسبة (للجوز الذي ياكل من المكسرات) لانهم كانوا مشتهرين ببيعه او زراعته، وقيل انه نسبة الى حي بالبصرة او منطقة في ارض البصرة في العراق. وهذه المدرسة من اعظم المدارس التي عاشت مئات السنين وكان من يقومون عليها علماء البلد، وكان احدهم (ابو بكر والد الشيخ الامام صاحب هذا الكتاب وهو قيم المكتبة).
وقفة : الخلط يحدث بينه وبين صاحبنا (ابن الجوزي) بينه وبين ابن القيم قرابة قرن من الزمان، ولا قرابة بينهما، فذاك اسمه (ابن الجوزي) وهذا لقبه (ابن القيم او ابن قيم الجوزية)، اما ابن الجوري ابو عبدالرحمن القرشي فهو من علماء الحنابلة المشهورين وله مؤلفات كثيرة.
خلقه وتلاميذه واساتذته : اثنى عليه علماء عصره بخلقة وادبه من شيوخه وغيرهم، فمن اجل تلامذته :
- الامام المفسر ابن كثير (الفداء بن اسماعيل) صاحب كتاب من اعظم تفاسير القران عند المسلمين. واثنى على شيخه كثيرا وقال عن ابن القيم : وكان حسن القراءة والخلق كثير التودد لا يحسد أحدا ولا يؤذيه ولا يستعيبه ولا يحقد على أحد وكنت من أحب الناس له وأحب الناس إليه. أهـ
- الامام الحافظ بن رجب الحنبلي، الفقيه المحدث، هو من اجل تلامذته، وقد اثنى عليه كثيرا.
حُبس مع شيخه شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله حتى مات شيخه في السجن وبقي هو، وظل مشتغلا في السجن بالعبادة وقراءة القران تدبرا والتفكير، ففتح عليه من ذلك خير كثير، وحج كثيرا، وكان اهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة وكثرة الطواف امرا يتعجب منه رغم انه ليس من اهل مكة.
قال تلميذه ابن كثير : لا اعرف في هذا العالم في زماننا اكثر عبادة منه. أهـ
والحافظ بن حجر من طلاب طلابه او من طبقتهم، قال عنه : كان اذا صلى الصبح جلس مكانه حتى يتعالى النهار، ويقول : هذه غدوتي لو لم اقعدها سقطت قواي. أهـ (وهذه عبارة مذكروة عن شيخه شيخه الاسلام رحمه الله).
يقول تلميذه ابن رجب رحمه الله : تفقه في المذهب - اي مذهب الحنابلة - ولازم الشيخ تقي الدين ابن تيمية ،تفنن في علوم الاسلام وكان عارفا في التفسير واصول الدين والحديث ومعانيه وفقهه ودقائق استنباط لا يلحق بذلك، وبالعربية وله فيها اليد الطولا، وبالكلام (الفلسفة) والنحو وغير ذلك، وكان عالما بعلم السلوك وكلام اهل التصوف واشاراتهم ودقائقهم، وله في كل من هذه الفنون اليد الطولا. أهـ
يقول الامام الذهبي (وهو من تلامذته رحمه الله) : عُني بالحديث ومتونه ورجاله، وكان يشتغل بالفقه ويجيد تقريره وله في النحو وفي الاصلين دراية عظيمة (اصول التفسير واصول الفقه). أهـ.
وقال عنه السيوطي : جاهد وناظر واجتهد، وصار من الائمة الكبار … أهـ.
وهذا دليل على علمه تنويه من زكاه من العلماء من مذاهب متعدده، فالذهبي وابن رجب وابن كثير حنابلة، لكن علماء المذاهب الاخرى ومما لم يدركه كان يشهد له بذلك كالحافظ بن حجر والسيوطي رحمهم الله، وحتى من المتاخرين كالشوكاني والآلوسي وغيرهم.
وقدا لازم شيخ الاسلام ابن تيميه ما يقارب ستة عشر عاما منذ عاد شيخ الاسلام من مصر سنة ٧١٢ الى ان مات ٧٢٨ هجري، فلزم شيخه حتى مات، وخلال هذه المدة كان اتصاله بشيخه تاثر كبير، اعاد فيها امور كثيرة من اجتهاداته واختياراته تاثرا لا تعصبا، وهذا ما قاله ابن القيم عن نفسه بعدما قال شيخه انه كان متاثرا ببعض المذاهب العقدية التي تخالف منهج السلف التي تخالف منهج الاسماء والصفات فكان يقول بالتاويل والتعطيل وغيرها من الطوام، لكنه لما اتصل بشيخ الاسلام وجالسه وناقشه استفاد واعاد تصحيح المسار وله (نونية انشد فيها هذا الموقف المؤثر في حياته) فقال :
يا قوم والله العظيم نصيحة ... من مشفق وأخ لكم معوان
جربت هذا كله ووقعت في ... تلك الشباك وكن ذا طيران
حتى أتاح لي الإله بفضله ... من ليس تجزيه يدي ولساني
حبر أتى من أرض حران فيا ... أهلا بمن جاء من حران
فالله يجزيه الذي هو أهله ... من جنة المأوى مع الرضوان
أخذت يداه يدي وسار فلم يرم ... حتى أراني مطلع الإيمان
ورأيت أعلام المدينة حولها ... نزل الهدى وعساكر القرآن
ورأيت آثارا عظيما شأنها ... محجوبة عن زمرة العميان
ووردت رأس الماء أبيض صافيا ... حصباؤه كلآلئ التيجان
ورأيت أكوازا هناك كثيرة ... مثل النجوم لوارد ظمآن
ورأيت حوض الكوثر الصافي الذي ... لا زال يشخب فيه ميزابان
ميزاب سنته وقول إلهه ... وهما مدى الأيام لا ينيان
والناس لا يردونه إلا من الآ ... لاف أفرادا ذوي إيمان
وردوا عذاب مناهل أكرم بها ... ووردتم أنتم عذاب هوان
وهذا الكتاب كان عند صاحبه - اي ابن القيم - مكانة عظيمه، وانتشر وقُبل عن غيره من مؤلفاته التي انترت، فلهذا الكتاب خاصية عند العلماء جيلا عن جيل، وذكر في هذا الكتاب عددا من كتبه الاخرى واشار اليها، كتهذيب سنن ابي داود، وجلاء الافهام في فضل الصلاة على خير الانام ﷺ، وذكر مفتاح دار السعادة، وذكر فيه قول شيخه ابن تيميه رحمه الله.
ولم يصرح باسم الكتاب في مقدمة الكتاب، ولا ذكر اسمه صريحا بهذا الاسم المتداول، لكن عامة من ترجم له كابن رجب والحافظ ابن حجر والصفدي وكثير ممن ترجم له ذكروا اسم الكتاب : (زاد المعاد في هدي خير العباد ﷺ)، وربما اختصره بعضهم بقول : الزاد او الهدي، او يقولون الهدي النبوي لابن القيم، فكل ذلك ذلك مقصود به هذا الكتاب.
اما تاريخ تاليفه : فلم يثبت تاريخ محدد، الا ان عادة اهل العلم بالنظر الى التقريب في تاريخ التاليف، فكما تقدم انه سمى بعض كتبه في هذا الكتاب، فذكر التهذيب ومدارج السالكين وغيره، والتهذيب فرغ منه سنة ٧٣٢ هجري بمكة المكرمة، كما ذكر هو في اخره، فهذا الكتاب يقينا بعد هذا التاريخ اي بعد ٧٣٢ هجري، وذكر في زاد المعاد حادثة حدثت له ولاهل زمانه فاذا عرفنا التاريخ عرفنا تاريخ الكتاب فقال فيه : وبهذا القول افتينا ولي الامر - كان يتكل عن حكم اهل الذمة اذا نقضوا العهد وما يُفعل بهم فذكر حادثة في ارض الشام فيقول : - وبهذا القول افتينا ولي الامر لما احرق النصارى اموال المسلمين بالشام ودورهم وارادوا حرق مسجدهم الاعظم حتى حرقوا منارته لولا دفاع الله لاحترق كله، وعلم ذلك من علم من النصارى … وافتيناه - اي ولي الامر - بانتفاء العهد بذلك، وحده القتل حدا ولا يخير فيه كالاسير بل صار القتل له حدا … أهـ، فهذه الحادثة وقعت عام ٧٤٠ هجري، فاذا سيكون واقعا تاليفه بعد هذه المدة.
موضوعات الكتاب : والكتاب مكون كالاتي :
اولا : مقدمة الكتاب وكتب فيها خمسين صفحة حافلة، كتب فيها خصائص يوم الجمعة وخصائص لما فضل الله على ما شاء من خلقه واحكام وشواهد عامة.
ثانيا : شرع في فصول في سيرة النبي ﷺ وهديه في اللباس والاكل والشرب ومعاشرة الازواج وهديه في الجلوس والنوم والركوب والبيع والشراء والمعاملات وقضاء الحاجة والفطرة وتوابعها وهديه في الكلام والسكوت والخطب وفي العبادات يذكرها مرتبة كما رتبها الفقهاء بداية من الطهارة للصلاة والصوم والزكاة والحج ثم انتقل الى الجهاد والغازي والسرايا والبعوث ومكاتبته للملوك وغيرهم، وهنا ساق فصولا كثيرة من الغزوات والاحداث في كتب السير والمغازي من حياته ﷺ، وله فيها تحرير ونقل لخلافات بين العلماء في تحديد تواريخ وحوادث وترجيح وتحقيق نفيس.
ثالثا : وهو النصف الثاني من الكتاب، تحدث عن هدي النبي ﷺ في الطب، وهو مطبوع في مجلد من مجلدات الكتاب، ثم افرد فيما بعد اعتقد بعض الناس انه كتاب مستقل يسمى (الطب النبوي)، وهو ليس كتاب منفصل انما هو قسم من هذا الكتاب (زاد المعاد)، لكنه لعظيم نفعه وكثرة حاجة الناس اليه طبع منفردا.
رابعا : قال بعدها فصلا في اقضيته واحكامه ﷺ، في القضاء والاحكام وقعت في سيرته ﷺ.
خامسا : قال في اخر الكتاب : (وهذا كتبه بعد ستة اجزاء) وهذه كلمات يسيرة لا يستغني عن معرفتها من له ادنى همة الى معرفة نبيه ﷺ، وسيرته وهديه، اقتضاها الخاطرُ المكدُودُ على عُجَرِه وبُجَرِهِ (اي عيوبَه وأمْرَهُ كلَّهُ، ما أخفى منه وما أبْدَى) مع البضاعة المزجاة (أي : قليلة رديئة كاسدة) التي لا تفتح لها ابواب السُدد (اي لا تُفْتَحُ لهم أبوابُ الأمراءِ والسَّلاطينِ وهم السادة جمعهم سُدد؛ وذلك لِفَقْرِهِمِ وعَدَمِ وجودِ شَوكةٍ لهمْ مِثْلِ غيرِهِم مِنْ أصحابِ الجاهِ والمالِ) ولا يتنافس فيها المتنافسون، مع تعليقعا في حال السفر لا الاقامة، والقلب بكل واد منه شعبة، والهمة قد تفرقت شَذَر مَذَر (تركيب يفيد التفرُّق والتشتُّت)، والكتاب مفقود (اي ليس بين يديه عند كتابته كتب ومراجع اعود اليها)، ومن يفتح بابَ العلم مذاكرتُه معدوم غير موجود (اي لا مراجع ولا من اعود اليه فاساله)… أهـ لذلك قال اهل العلم من ليس لديه زاد المعاد فليس لديه زاد.
والصحيح ان المؤلف اعاد ترتيبه بعد من انتهى سفره واعاد فيه بعض الامور وزاد، بعدما كان يريده مختصرا لم يعد مختصر، فلما كتب الفصول الاولى (كما كان معتمدا على كتاب السيرة لعز الدين ابن جَمَاعة المتوفي عام ٧٦٧ هجري وهو شافعي المذهب) وكتب شيخ الاسلام)، فلما اجتمع واستقر على كتب ومراجع اخرى أبى علمه وذهنه وخاطره المليء علما الا ان يتوسع ويبسط الكتاب على مناقشة الادلة والمذاهب والترجيح وغيره، وكما قال الصفدي في الترجمة انه صار اربعة اسفار (والسفر هو الكتاب اي اربعة كتب)، فاصبح الكتاب اخيرا مطولا لا سيما قسم الطب النبوي والذي قال فيه اصل الطب ثلاثة (الحمية وحفظ الصحة والصفراء المادة المضرة جمعها الله لنبيه ﷺ ولامته في ثلاث مواضع من كتابه) ثم قال : هذه الثلاثة هي قواعد الطب واصوله …أهـ (وهو موجود في الكتاب المطبوع في الجزء الرابع.
الغرض من الكتاب : صرح رحمه الله في اثناء الكتاب : بغرضه المقصود من الكتاب، ولا بد من معرفة قصد المؤلف من كتابه، بمعنى خمسة اجزاء او ستة في بعض الطبعات، فما هو المراد منه ؟ يقول رحمه الله : (ص ٦٩) وَإِذَا كَانَتْ سَعَادَةُ الْعَبْدِ فِي الدَّارَيْنِ مُعَلَّقَةً بِهَدْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مَنْ نَصَحَ نَفْسَهُ وَأَحَبَّ نَجَاتَهَا وَسَعَادَتَهَا أَنْ يَعْرِفَ مِنْ هَدْيِهِ وَسِيرَتِهِ وَشَأْنِهِ مَا يَخْرُجُ بِهِ عَنِ الْجَاهِلِينَ بِهِ، وَيَدْخُلُ بِهِ فِي عِدَادِ أَتْبَاعِهِ وَشِيعَتِهِ وَحِزْبِهِ، وَالنَّاسُ فِي هَذَا بَيْنَ مُسْتَقِلٍّ وَمُسْتَكْثِرٍ وَمَحْرُومٍ، وَالْفَضْلُ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ … الى ان قال وهنا محل الشاهد : وَهَذِهِ كَلِمَاتٌ يَسِيرَةٌ لَا يَسْتَغْنِي عَنْ مَعْرِفَتِهَا مَنْ لَهُ أَدْنَى هِمَّةٍ إِلَى مَعْرِفَةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسِيرَتِهِ وَهَدْيِهِ … أهـ اذا هنا يبين الهدف، من اجل ان يكون هناك حظ عظيم وحظ وافر يتعلم به هدي النبي ﷺ ويكون لنا قدوة، فلا بد من معرفته ومعرفة اقواله وافعاله ليكون لنا قدوة.
الكتب التي نقل منها كثيرا : مسائل الامام احمد، والشافعي كالام واختلاف الحديث وغيرها، كتب ابن المنذر الشافعي الاوسط والاشراف، وكتب غلام الخلال (ابي بكر جعفر البغدادي المتوفي ٣٦٣ هجري) الحنبلي في كتبه الشافي وزاد المسافر، كتاب الخطابي معالم السنن، كتب ابن حزم الاندلسي الظاهري المُحلى وحجة الوداع وجوامع السيرة، كُتب ابن عبد البر المالكي كالتمهيد والاستمرار، والبيهقي الشافعي رحمه الله معرفة السنن والاثاثر ودلائل النبوة، وكتب ابن قدامة الحنبلي كالمُغني، فضلا عن كتب شيخه شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى، فجمع في مجموعة من اصحاب المذاهب المختلفة، الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وحتى الظاهرية، والفقه والتفسير والحديث والمغازي والسير وكل الفنون، لذلك هذا الكتاب مرجعا لكل من جاء بعده.
الكتب التي نقلت من زاد المعاد : الفيروز ابادي (أبو طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن أبي بكر بن أحمد بن محمود بن إدريس الشيرازي الفيروزآبادي، متوفي عام ١٤١٥ ميلادي) المشهور وهو صاحب القاموس (واسم الكتاب كاملا : القاموس المحيط، والقابوس الوسيط، الجامع لما ذهب من كلام العرب شماطيط (والشماطيط هم فرق من الناس))، اختصر زاد المعاد سماه سِفرَ السعادة.
ومن الكتب التي نقلت عنه عند الحنابلة كتاب الفروع لابن مفلح، وكتاب المبدع وتصحيح الفروع للمرداوي، والانصاف والاقناع للحجاوي وشرح منتهى الارادات وكشف القناع، اما الحافظ من حجر في كتابه العظيم فتح الباري استفاد منه كثيرا، ويتعقبه ويستشهد فيه، وحتى شراح البخاري كالعِيني في فتح القاري، والقسطلاني في ارشاد الساري، وغيرهم.
وكتب السيرة كان لكتاب زاد المعاد مرجعا لا يُستغنى عنه، وعليه اعتمد الحافظ ابن كثير، في كتابه الفصول في سيرة الرسول ﷺ، نقل منه كثيرا بالفاظه واساليبه، وكذلك القَسطلاني (شهاب الدين القسطلاني) في المواهب اللدنية. وغيرهم كثير.
الكتب التي اختصرت زاد المعاد : اربعة وثلاثين كتابا منها عربي ومترجم، واختصر فيها الكتاب كثيرا من العلماء، فمنها :
- كتاب لشمس الدين بن النقاش المتوفي عام ٧٦٣ هجري، وسماه مختصر هدي النبي ﷺ.
- وكذلك سفر السعادة للفيروز ابادي المتوفي ٨١٧ هجري.
- مختصر الهدي النبوي للحسين بن احمد المعروف بالصنعاني المتوفي عام ١١٤١ هجري.
- كتاب مختصر هدي الرسول ﷺ.
- كتاب مختصر زاد المعاد للامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
- كتاب هدي الرسول ﷺ مختصرا من زاد المعاد للامام محمد ابو زيد من علماء مصر، ونشر من ٧٠ عام.
- ذخيرة البلاد في سيرة سيد العباد ﷺ من زاد المعاد، لاحد نزلاء المدينة للصالح بن احمد.
- غير ما شرحه واختصره للائمة العثيمين وابن باز وغيرهم من علماء المعاصرين رحمهم الله جميعا.
وغيرها الكثير منها مترجم ومنها بالعربية لكثير من اهل العلم.
الدرس التالي، ثالثا: تفاوت منازل الأرواح في دار القرار